نظم مركز عروبة للدراسات والأبحاث والتدريب التابع للجمعية الفلسطينية للتنمية والاعمار بادر بالشراكة مع اتحاد لجان العمل الزراعي وحركة طريق الفلاحين الفلسطينية في مقره بمدينة غزة ندوة بعنوان الإعلان العالمي لحقوق الفلاحين ما بين الإنجاز والتطبيق ، بحضور لافت لعدد من الفلاحين والصيادين وممثليهم ومؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني والهيئات والنقابات وممثلين عن اتحاد لجان العمل الزراعي وحركة طريق الفلاحين في قطاع غزة
ويأتي تنظيم هذه الندوة ضمن سلسلة الندوات والفعاليات التي ينظمها المركز في اطار تسليط الضوء على القضايا العلمية والمجتمعية والسياسية الهامة
ورحب الدكتور رائد حسنين مدير مركز عروبة ، بالضيوف والمشاركين خلال الندوة ، مشيرًا الى عنوان الندوة وأهميته الذي يأتي في اطار التعريف على “حركة طريق الفلاحين ” الفياكمبسينا” التي انطلقت من أجل دعم المزارعين والفلاحين وحمل قضاياهم والوقوف بجانبهم وحمل رسالتهم وأهمية تطوير قطاع الزراعة في قطاع غزة ومعالجة مشكلاته وحمايته من سياسات الاحتلال واعتداءاته المستمرة
بدوره أكد أ . سعد زيادة مسؤول دائرة الدعم والمناصرة في اتحاد لجان العمل الزراعي على ضرورة توحيد صوت المزارعين والفلاحين بنضالهم في شتى بقاع الأرض ومحاربة جشع رأس المال ، ومن هذا المنطلق جاءت حركة طريق الفلاحين التي انطلقت في العام 1993 لتضم في اطارها 200 مليون عضو من كل قطاعات المجتمع ومنذ أن انطلقت الحركة بدأت تطرح قضية السيادة على الغذاء ورأت أن الأمن الغذائي لا يلبي حاجة المجتمعات واعتبرت أن هذه السيادة مصطلح سيادي سياسي يتعلق بالحقوق الخاصة للمزارعين والفلاحين وليس الزراعة التجارية التي هدفها فقط جمع المال
وقال أن الإعلان عن إطلاق هذه الحركة التي ستتركز كل جهودها لدعم الحقوق الأصيلة لكل الفلاحيين أينما تواجدوا خاصة فلاحي ومزارعي فلسطين ، إنما هي فرصة ثمينة لا يجب تفويتها بل يجب الإلتفاف حولها ودعمها وتوفير كل أسباب القوة لها حتى يشتد عود هذه الحركة ويقوى، كعنوان وحيد يحمل فكر الفقراء والفلاحين إلى كل المحافل، وتدافع عن همومهم وتقف في وجه كل من يحاول إلحاق الأذى بهم والاستحواذ على مكتسباتهم وسرقة حقوقهم ، وتناضل ضد الاحتكار وضد الاستبداد
وأضاف أن أهمية الحركة في فلسطين هي الوصول لتحالف دولي نستطيع من خلاله أن ننصر ونناصر قضايانا الوطنية وفي المقدمة منها قضايا المزارعين والصيادين ، وجاء الحصول على عضوية حركة طريق الفلاحين الفلسطينية في العام 2004 من الحركة العالمية للفلاحين وهذا أخذ منا جهدًا وعملًا متواصلًا لسنوات طويلة واستطعنا بعد ذلك الحصول على الإعلان العالمي للحركة في العام 2018 والآن نعمل على أن نكون كحركة كونية صاحبة اعلان وقرارات نافذة وتنفذ على الأرض للعمل على نصرة الفلاحين والمزارعين في كل مكان خاصة في فلسطين
وختم زيادة قوله ، أن اتحاد لجان العمل الزراعي وحركة طريق الفلاحين يمثلان صمام الأمان والصوت الحقيقي الداعم دوماً لنصرة قضايا الوطن والمواطنين إن كانت سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، من خلال تعزيز صمودهم وسيطرتهم على مصادر رزقهم بتنفيذ عشرات البرامج والمشاريع لخدمة أبناء شعبنا ولا سيما المزارعين والصيادين .
من جانبه أكد الباحث الحقوقي حسين حماد ، على أن المبادئ والمواثيق القانونية تتيح للفلاح والمزارع والصياد ممارسة مهامهم في أماكن عملهم دون أي اعتداء أو منع واهمية حركة طريق الفلاحين ووجودها في فلسطين تأتي اليوم لنصرة فلاحي ومزارعي فلسطين الذين يعانون على مدار الوقت من جرائم واعتداءات الاحتلال الساعية لتهجيرهم ودفعهم مغادرة أراضيهم ومنعهم من الوصول لمصادر رزقهم
وقال إن الاحتلال استهدف 14ألف دونم من الأراضي الزراعية شرق القطاع بعمليات الرش بالمبيدات الزراعية المحرمة دولياً باستخدام الطائرات وهذه المساحة تشكل 17 في المئة من مجمل المساحة الزراعية في قطاع غزة.
وأشار حماد إلى أن الاحتلال يهدف من وراء عمليات الرش لقتل كل المزروعات الفلسطينية بهدف إيجاد مناطق مقيدة الوصول إليها بعمق أكثر من 300 متر تكون خالية من أي مزروعات أو وجود فلسطيني.
وحذر حماد من خطورة ممارسات الاحتلال على الزراعة والبيئة الفلسطينية، وأن الأضرار التي تسبب بها عمليات الرش ستكون متراكمة على مدار السنوات القادمة وأن الأمن الغذائي الزراعي بات في خطر شديد بسبب ممارسات الاحتلال.
وشهدت الورشة نقاشاً عاماً بين المشاركين الذين مثلوا جهات مختلفة ومهمة كالنقابات العمالية وقطاع الصيد والزراعة ، وصحفيين ونشطاء على شبكات التواصل ، وثمنوا دور مركز عروبة في طرح هذه القضية وقضايا هامة تناولت على مدار عمل المركز وحتى اللحظة جوانب هامة في حياة المجتمع .